الخميس، 12 يناير 2012

محمد على باشا والى مصر < 1805 - 1848 >


وقد حارب الحجازيين والنجديين  وضم الحجاز ونجد  لحكمه سنة 1818 ،  وإتجه لمحاربة السودانيين  عام 1820  والقضاء علي فلول المماليك فى النوبة ،  كما ساعد السلطان العثمانى في القضاء على الثورة في اليونان فيما يعرف بحرب المورة ،  إلا ان وقوف الدول الاوروبية إلى جانب الثوار في اليونان  أدى إلى تحطم الأسطول المصرى ، فعقد اتفاقية لوقف القتال مما أغضب السلطان العثمانى ، وكان قد إنصاع لأمر السلطان العثمانى ودخل هذه الحرب أملا في أن يعطيه السلطان العثمانى بلاد الشام  مكافأة له إلا أن السلطان العثمانى  خيب آماله بإعطاءه جزيرة كريت والتى رآها تعويضاً ضئيلاً بالنسبة لخسارته في حرب المورة ،  ذلك بالاضافة الي بعد الجزيرة عن مركز حكمه في مصر وميل أهلها الدائم للثورة ، وقد عرض على السلطان العثمانى  إعطاءه حكم الشام مقابل دفعه لمبلغ من المال إلا أن السلطان رفض لمعرفته بطموحاته وخطورته على حكمه ، وإستغل ظاهرة فرار الفلاحين المصريين الى الشام  هرباً من الضرائب و طلب من احمد باشا الجزار والى عكا  إعادة الهاربين إليه و حين رفض والي عكا  إعادتهم بأعتبارهم رعايا للدولة العثمانية  ومن حقهم الذهاب إلى أى مكان استغل ذلك وقام بمهاجمة عكا  وتمكن من فتحها وإستولى علي الشام  وانتصر علي العثمانيين  عام 1833  وكاد أن يستولي على الاستانة  العاصمة إلا ان روسيا وفرنسا وبريطانيا  حموا السلطان العثمانى فانسحب عنوة ولم يبقى معه سوي سوريا وجزيرة كريت ،  وفي سنة 1839  حارب السلطان لكنهم أجبروه علي التراجع في مؤتمر لندن  عام 1840 بعد تحطيم إسطوله في نفارين  وفرضوا عليه تحديد أعداد الجيش والإقتصار علي حكم مصر لتكون حكماً ذاتياً يتولاه من بعده أكبر أولاده سنا .  


محمد على يستعرض جيشه



  • تمكن من أن يبني من مصر  دولة عصرية على النسق الاوروبى ، واستعان في مشروعاته الاقتصادية والعلمية بخبراء اوروبيين  ومنهم بصفة خاصة السان سيمونيون الفرنسيون الذين أمضوا في مصر بضع سنوات في الثلاثينات من القرن التاسع عشر ،  وكانوا يدعون إلى إقامة مجتمع نموذجي على أساس الصناعة المعتمدة على العلم الحديث ، وكانت أهم دعائم دولة محمد علي العصرية سياسته التعليمية والتثقيفية الحديثة ، فقد آمن بأنه لن يستطيع أن ينشئ قوة عسكرية على الطراز الاوروبى المتقدم ويزودها بكل التقنيات العصرية وأن يقيم إدارة فعالة واقتصاد مزدهر يدعمها ويحميها إلا بإيجاد تعليم عصري يحل محل التعليم التقليدي ، وهذا التعليم العصري يجب أن يقتبس من اوروبا ،  وبالفعل فإنه قام منذ 1809 بإرسال بعثات تعليمية إلى عدة مدن ايطالية  ليفورنو ، ميلانو ، فلورنسا ، روما ، وذلك لدراسة العلوم العسكرية وطرق بناء السفن والطباعة ، وأتبعها ببعثات لفرنسا  وكان أشهرها بعثة 1826  التي تميز فيها إمامها المفكر والأديب رفاعه رافع الطهطاوى الذي كان له دوره الكبير في مسيرة الحياة الفكرية والتعليمية فى مصر .
  • وكانت اسرة محمد على باشا  بانفتاحها وتنورها سبب هام لإزدهار مصر وريادتها للعالم العربى  منذ ذلك الوقت وقد أنهت تحكم المماليك الشراكسه لمصر واقتصادها .  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق