الأحد، 26 فبراير 2012

مصر أم الدنيا ...كشف المستور.. المخلوع وطائرة البطوطى

نشر الموقع الالكترونى ( لهن) بيت المرأه العربيه يوم الأحد الموافق 26 فبراير 2012 موضوع خطير يوضح العلاقه بين المخلوع ونظامه وحادث طائرة البطوطى ورابط الموقع  http://lahona.moheet.com/show_files.aspx?fid=473028

أخيرا .. كشف المستور حول علاقة مبارك بحادث طائرة "البطوطي" 



بالتزامن مع إعلان المستشار السيد عبد العزيز عمر رئيس محكمة استئناف القاهرة عن تحديد جلسة 3 أغسطس/آب لبدء أولى جلسات محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه جمال وعلاء ، فوجيء الجميع بحلقة مثيرة جدا من برنامج "محطة مصر" على قناة "مودرن حرية " تضمنت اتهامات لمبارك بالتورط والتواطؤ في حادث سقوط الطائرة المصرية قبالة السواحل الأمريكية في 31 أكتوبر عام 1999.
وفي بداية الحلقة ، كشف رجل الأعمال المصري عصام المغربي أنه تقدم ببلاغ للنائب العام اتهم فيه الرئيس السابق حسني مبارك وعدد من المسئولين السابقين بالمسئولية عن مقتل 36 شخصا من العلماء المصريين والعسكريين في حادث الطائرة بوينج قبالة السواحل الأمريكية عام 1999 .

وأضاف المغربي أن رجل أعمال مصري شهير اختاره ومعه 35 شخصا للسفر إلى الولايات المتحدة ضمن برنامج تابع للمعونة الأمريكية من الفترة من 14 حتي 31 أكتوبر عام 1999 .
وتابع "بعد سفري ، حاولت أمريكية يهودية تجنيدي وعرضت علي إغراءات مادية كبيرة مقابل التعاون مع المخابرات الأمريكية " .
واستطرد " تم تقديم سفر الوفد إلى 29 بدلا من 31 بشكل مفاجيء وأخبرتني الأمريكية اليهودية وتدعى كاتي أن هذا في مصلحتي ، وبعد حادث سقوط الطائرة ، اكتشفت مصرع 36 من العسكريين والعلماء المصريين وهو نفس عدد الوفد الذي كان مقررا أن يعود علي نفس الطائرة وحينها تذكرت كلمة كاتي حول أن تقديم موعد السفر في مصلحتنا ، فقمت  بإبلاغ أحد مسئولي المخابرات المصرية ثم تلقيت اتصالا من مسئول برئاسة الجمهورية يطلب مني الصمت وعدم الحديث في هذا الموضوع ".

ومن جانبه ، قال المحامي محمود العفيفى خلال الحلقة إن مسئولا كبيرا من رئاسة الجمهورية في عهد مبارك طلب من موكله عصام المغربي عدم التحدث في الأمر ، قائلا له : "احمد ربنا أن الشخص الذى توسط لك أعادك للبلاد مرة أخرى ".

وكشف العفيفى أن مسئولا بالمخابرات العامة المصرية نصحهم بعد الثورة باستخدام كافة الطرق لكشف ملابسات الحادث والأسرار المحيطة به.

وأضاف العفيفى أنه لم يلتق جمال مبارك من قبل ، موضحا أن كل ما ذكره في بلاغه للنائب العام حول الواقعة صحيحا من خلال تحريات موثقة وأن الحادث تم تدبيره وتنفيذه من خلال شبكة تجسس تعمل للإضعاف مصر ، واصفا الرئيس المخلوع مبارك ونجله وأحمد عز بأنهم عصابة من الخونة الذين ساهموا في التواطؤ والتعتيم على حادث الطائرة الذى أودى بحياة 36 من أفضل وخيرة عقول مصر.

وتساءل في هذا الصدد عن سبب سفر 33 ضابطا بالقوات المسلحة مع 3 علماء ذرة بعدما تم التلاعب في الحجوزات وإلغاء سفر بعض الأشخاص الآخرين ، قائلا: "سفر هذه الشخصيات على طائرة واحدة كان خطأ كبير يجب محاسبة كل من شارك فيه".

وواصل حديثه متسائلا "ألم يعلم قائد القوات الجوية وسلطات مطار القاهرة والمخابرات الحربية بتلك التعديلات في الحجوزات والرحلة أم لا ؟".
وأشار العفيفى إلى أن الحادث تم تدبيره بتعليمات من الرئيس المخلوع مبارك ، مطالبا النائب العام المستشار عبد المجيد محمود ببدء التحقيق في البلاغ الذى قدمه يوم 8 مايو حول الحادث رحمة بالمصريين.





ومن جانبه ، كشف وليد البطوطي ابن شقيق جميل البطوطي مساعد الطيار في الطائرة التي سقطت قبالة السواحل الأمريكية عام 1999 أن عمرو موسى وأحمد شفيق ومسئولين آخرين يعلمون أسرارا خطيرة عن حادث الطائرة لكنهم يلتزمون الصمت ، مشيرا إلى أن المحامين الأمريكان ساوموا أسر الضحايا المصريين وهددوهم واستخدموا معهم عدة وسائل لإجبارهم على التنازل عن القضية بما يؤكد أنهم مسئولين عن الحادث .
وتابع في مداخلة هاتفية مع مقدم برنامج "محطة مصر" الإعلامي معتز مطر أن تعليمات صدرت لأسر الضحايا بعدم نشر نعي للضحايا في الجرائد وهو ما يؤكد الإهمال الكبير والتواطؤ الذى حدث من النظام السابق في الحادث.

ومن جانبه ، قال طارق أنور شقيق عادل أنور أحد الضحايا خلال مقابلة مع البرنامج أيضا إن هناك لغزا كبيرا وهو "لماذا أخفيت الطائرة عن مراقبة الرادار لمدة 4 ساعات وبعدها فوجئنا بأن الطائرة تحولت إلى رماد".

وبعد يوم من إذاعة الحلقة السابقة ، خرج وليد البطوطي مجددا على برنامج "محطة مصر" في مطلع يونيو ليؤكد أن جميل البطوطي لم ينتحر ويتسبب في حادث الطائرة مثلما زعمت السلطات الأمريكية ، موضحا أن لديه العديد من الأوراق والمستندات التي تثبت ذلك ، حيث أن التقارير الجنائية حول الحادث تثبت بأن أنظمة الطائرة لا تسمح للبطوطي بالانتحار.

وأضاف وليد البطوطي أنه تلقى اتصالات تحذره من فتح الموضوع بعد ظهوره في حلقة 31 مايو من برنامج "محطة مصر" ، مؤكدا أن البلاد كانت تتعرض للخيانة لصالح دول أجنبية.
وطالب بمحاكمة المسئولين عن الحادث محاكمة علنية ، وشدد القول على جميل البطوطي لم يمت منتحرا ، وقال إن السلطات الأمريكية ونظام مبارك هما من روجا لشائعة انتحاره .
واللافت للانتباه أن التصريحات المثيرة السابقة جاءت بعد أن ذكرت صحيفة "الشروق" المصرية في 30 مايو أن المحامي محمود البكري العفيفي الموكل عن رجل الأعمال عصام حسن إبراهيم المغربي قدم بلاغا إلى النائب العام يتهم فيه الرئيس السابق ونجله جمال وأحمد عز وحبيب العادلى ورجال أعمال آخرين بالتخابر مع دول أجنبية معادية لمصر وذلك بالاتفاق والمساعدة في قتل كل من يظهر تفوقه من أبناء القوات المسلحة وكذلك زرع الفتنة وإضعاف مقدرات الشعب المصري البشرية والاقتصادية والعلمية.
وأضافت الصحيفة أن مقدم البلاغ ذكر أنه علم من خلال الصحف أن الرحلة كان على متنها 33 ضابطا من ضباط القوات المسلحة ، بالإضافة إلى عدد 3 علماء مصريين ومجموعهم جميعا هو 36.
وأوضح مقدم البلاغ أنه يمتلك أدلة تشير إلى أن حبيب العادلي وعز وجمال هم المسئولين عن ملف الطواريء والمناورات والذي من شأنه التخطيط والإشراف على تنفيذ حوادث إرهابية في مصر من وقت لآخر لاستمرار العمل بقانون الطواريء ، بالإضافة إلى مجموعة عمل المناورات ومن مهامها التعرف على القدرات البشرية للقوات المسلحة المصرية لتصفية كل من تثبت كفاءته وذلك من خلال مناورات "النجم الساطع" العسكرية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية .
وقال مقدم البلاغ - بحسب الصحيفة - أيضا إن وزير الداخلية السابق حبيب العادلي كان يحصل في مقابل تنفيذ تلك المهام على مبالغ مالية كبيرة من خلال عمليات غسيل أموال التى كانت تتم عبر حاويات يقوم العادلي بتأمين دخولها ويحصل على 10% منها وأحمد عز يحصل على 10% والرئاسة 30% حتى إن ما وصل للعادلي وعز حتى عام 2005 أكثر من 20 مليار دولار.



وبصفة عامة وإلى حين انتهاء التحقيقات في بلاغ عصام المغربي ، فإن الشكوك تتزايد يوما بعد يوم حول حقيقة ما حدث خاصة بعد أن تجاهل نظام مبارك إجراء تحقيق مستقل في الحادث ، بالإضافة إلى اختفاء طيارين أحدهما ألماني والآخر أردني بعد أن أكدا أنهما شاهدا وهما يطيران في نفس المنطقة جسما غريبا يقترب من الطائرة قبل تحطمها .
وكان 217 شخصا لقوا مصرعهم في تحطم "بوينج بي767-300 " تابعة لشركة مصر للطيران رقم الرحلة 990 قبالة ساحل ماساتشوستس الأمريكي في 31 أكتوبر عام 1999 .
ولم ينج في الحادث أي من الركاب وتكون طاقم الطائرة المنكوبة من أحمد الحبشي وجميل البطوطي وعادل أنور ، وظهر بعد الحادث تقرير لهيئة السلامة الأمريكية زعم أن مساعد الطيار جميل البطوطي تعمد إسقاط الطائرة والانتحار بسبب جملة قالها وهي : " توكلت على الله " وهي جملة لا يقولها منتحر وإنما يقولها إنسان يقوم بعمل صعب لا يتم إلا بمعونة الله.
ورغم أن تقارير كثيرة تحدثت في السابق عن إصابة الطائرة بصاروخ وتورط المخابرات الأمريكية الإسرائيلية إلا أن المفاجأة التي تكشفت بعد ثورة 25 يناير هي أن نظام مبارك كان متواطئا بشكل آو بآخر في هذا الحادث الأليم .




الأربعاء، 22 فبراير 2012

محاكمة الرئيس المخلوع وأعوانه فى قضايا الفساد وقتل المتظاهرين

المحكمة فى محاكمة مبارك: اتبعنا قول الله "إذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل".. وتؤكد هناك من يدخل فى عقول الناس أقوالاً كالسم الزعاف.. وتصرح للتليفزيون المصرى ببث جلسة النطق بالحكم مباشرة

قررت محكمة جنايات شمال القاهرة، اليوم، الأربعاء، حجز قضية قتل المتظاهرين وإهدر المال العام المتهم فيها الرئيس السابق محمد حسنى مبارك، ونجلاه علاء وجمال ورجل الأعمال الهارب حسين سالم وحبيب العادلى و6 من مساعديه للحكم فى جلسة السبت الموافق 2 يونيو المقبل ..

كما قررت المحكمة قفل باب المرافعة فى الدعويين المنظورتين وكلفت النيابة العامة إحضار المتهمين من محبسهم لجلسة النطق بالحكم، كما صرحت لكافة وسائل الإعلام المسموعة والمرئية بنشر وتسجيل وإذاعة وقائع الجلسة والسماح للتليفزيون المصرى فقط للبث المباشر.

أما فيما يتعلق بنقل المتهم الأول حسنى مبارك إلى مستشفى سجن طره فقد أشرت عليه المحكمة بالنظر والإرفاق ولم تبت فيه وهو ما يعنى حفظ الطلب دون الفصل فيه .

وقبل أن تصدر المحكمة قرارها بحجز القضية للحكم أكدت أنها تتمنى أن تكون عند ظن الله تعالى العدل والحق، حيث إنها منذ استلمت المنصة فى القضية حتى حجزها للحكم، أنها اتبعت قول الله تعالى "إذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل"، وأكدت هيئة المحكمة أنها على العدل سائرون، الحق والعدل دستورنا كما كنا عليه دوماً طوال خدمتنا لا فرق بين كبير وصغير، كل همنا أن نبحث عن الحق والعدل، فهذا هو ما كلفنا به الله.

ونوهت المحكمة أيضًا بمن يتسابقون ويدلون بغير علم أو معرفة ويقولون فى هذه الدعوى منذ بدئها حتى الآن يحكمون ويشوهون الوقائع بين مقبول وغير مقبول، ارفعوا أيديكم عن القضاء، ولا تدلوا بأقوال تمس بأعمال القضاء يتأثر بها العامة، وتدخل فى عقولهم كالسم الزعاف، والجميع أمام المحكمة سواء.

ونبهت المحكمة أنه لو كان لأحد أى يد فى تلك القضية لتركتها فورا وأنه لو تدخل أحد منذ يومنا هذا وحتى النطق بالحكم فسوف تتركها على الفور.

الأحد، 12 فبراير 2012

مذكرات سوزان مبارك





كشفت التحقيقات الأوروبية التى تجرى حول اتهام سوزان ثابت قرينة الرئيس المخلوع بالفساد المالى عن استلام سوزان لمبلغ 10 ملايين جنيه استرلينى أودع بشيك خاص فى تاريخ 12 سبتمبر 2011 بحساب لم يكن معروفا لها فى فرع بنك «أوف إنجيلاند» بلندن مقابل بيعها حقوق النشر والتوزيع الخاصة بمذكراتها لدار «كانونجيت للنشر» التى تعد إحدى أكبر دور النشر البريطانية فى العالم.

النسخة الأصلية لم تكتمل بعد وتقع فى 500 صفحة وهى بخط يد سوزان وموجودة فى مقر الدار فى 14 شارع هاى ستريت بمنطقة إدينبرج باسم «سيدة مصر الأولى – 30 عاما على عرش مصر» وقد ترجمها مترجم لبنانى محترف يعيش فى لندن ويعمل لدى جهاز سكوتلاند يارد بقسم الترجمة. المذكرات التى حصلت منها السلطات البريطانية على نسخة لفحص ما بها من معلومات علهم يتوصلون لفك شفرات تلك العائلة يتضح منها معلومات خاصة لم تنشر من قبل رغم أنها غير منتهية وقد كتبتها سوزان فى الفترة من عام 2005 وحتى أغسطس 2011.

المثير أن سوزان بدأت مذكراتها من يوم الجمعة 13 مايو 2011 وهو اليوم الذى قرر فيه المستشار «عاصم الجوهرى» مساعد وزير العدل للكسب غير المشروع حبسها 15 يومًا على ذمة التحقيقات لاتهامها بتحقيق كسب غير مشروع بأن استغلت وظيفة زوجها الرئيس.

وتحكى أنها انهارت غير مصدقة وحاولت الانتحار بتناول عدد كبير من الحبوب المنومة لكنهم أنقذوها وأن مبارك ثار واتصل بدول كبرى وتوسل للمسئولين الكبار فى الحكومة حتى لا يتم القبض عليها فبقت فى المستشفى بجانبه تحت التحفظ وقد أشرف فريد الديب المحامى الخاص بهم على تسوية وضعها فتنازلت للحكومة المصرية عن كل ما لها من ممتلكات وأرصدة فى مصر فأفرج عنها بعد أربعة أيام فى صباح يوم الثلاثاء 17 مايو 2011 قالت إنها كانت أسود أيام حياتها فى مصر.

حكت سوزان ذكرياتها بدءًا من مولدها وكيف أنها عشقت قصص أجاثا كريستى وألفريد هيشكوك البوليسية كما عشقت تأليف القصص المرعبة لدرجة أخافت منها زميلاتها وعلى جانب آخر أحبت رقص الباليه وكان حلم حياتها أن تعمل مضيفة جوية فى مصر للطيران وأن أحد أسباب انجذابها لمبارك كان بسبب كونه طيارا وربما حقق لها حلمها.

وذكرت سوزان أنها أحبت شخصية الملكة نازلى لكنها كانت تنتابها أحلام مفزعة وهى ترى نفسها بملابس الملكة نازلى ويتم إعدامها وأن ذلك الحلم ظل يراودها لدرجة أنها كانت تحضر جلسات علاج نفسى خاصة لطبيب مصرى شهير كان يزور القصر الرئاسى بانتظام خلال العشرة أعوام الأخيرة من حكم مبارك وتكشف سوزان أن الطبيب كان يعالج مبارك نفسه حيث خضع لعدد من الجلسات مع ذلك الطبيب لم تذكر اسمه لكنه لم يقتنع به.

وتحكى سوزان أنها كانت تحب لقب «هير ماجستى» – جلالة الملكة – التى كانت الصديقات المقربات للغاية منها يطلقونه عليها وقالت إن صحفية إسرائيلية هى من كشفت اللقب عقب نهاية نظام مبارك وأكدت انها كانت تشعر بالفعل انها ملكة مصر حيث كانت أطول فترة لسيدة تبقى بجوار زوجها على عرش حكم مصر منذ العصر الفرعونى وحتى العصر الحديث.

سوزان كتبت أنها تعشق المجوهرات والآثار من طفولتها وأنها فقدت فى القصر كل ممتلكاتها من المجوهرات واتهمت السلطات أنهم صادروا كل ما لأسرتها دون التمييز بين الخاص والمملوك للدولة وتكشف بوضوح أنها كانت بالفعل أول مصرية تشاهد العديد من المقابر المصرية قبل الإعلان عن فتحها سرا وأنها كانت فى بعض الأحيان تطلب لمس القطع الهامة قبل أى إنسان لأنها كانت تشعر بسحر خاص من ذلك لكنها تؤكد أنها لم تستول على أى قطع أثرية كما قيل عنها لأن القطع كانت تسجل أولا.

كما كشفت أن مبارك لم يكن يعتقد أن المسئولين من حوله سيتركونه يرحل هكذا وكان يتوقع أن يغتال فى هذا اليوم وأنه طلب من رجال الحرس الجمهورى ألا يتركوه نهائيا وحيدا حتى إنه كان يصطحب الحراسة معه للحمام.

وشهدت أنها انهارت تماما عندما هبطت الطائرة الهليوكوبتر فجأة دون علمهم لتنقلهم إلى شرم الشيخ وحكت أن علاء وجمال حملا مسدسات شخصية لخوفهما أن والدهما كان يتعرض لعملية تصفية وأن الأسلحة أخذت منهما طوعا عند السفر لشرم الشيخ بعد أن اطمأنا أنه لا يوجد خطر على والدهما وذكرت أنها شاهدت حلمها المفزع عن الملكة نازلى ذلك اليوم يتحقق مما جعلها تنهار رافضة للسفر وأنها شعرت أن جسدها قد أصابه الشلل فكانت لا يمكنها السير تجاه الطائرة التى هبطت داخل القصر لنقلهم لشرم الشيخ.

وكشفت سوزان فى مذكراتها أن الولايات المتحدة الأمريكية منحت أسرتها حق اللجوء السياسى مساء يوم 1 فبراير 2011 وفى نفس التوقيت منحت كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين والكويت وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسرائيل أسرتها حق اللجوء السياسى بل إنهم حصلوا على التأشيرة الأمريكية التى وصلت بأسمائهم جميعا مع مندوب أمريكى خاص أرسل للقاهرة فى هذا التاريخ لتسليمهم الضمانات الأمريكية المكتوبة كما طلب مبارك حيث كان يرفض منذ يوم 28 مساء ترك مصر بدون ضمانات مكتوبة من أمريكا على حد مذكراتها.

وتكشف سوزان أن كافة المستندات التى تسمح بلجوئهم لتلك الدول أخذت منهم مساء يوم 11 فبراير 2011 فى شرم الشيخ بينما بقت حتى ألبومات صورهم الشخصية التى حصلت عليها مع أغراضهم العادية بعد ذلك بموافقة السلطات من داخل محل إقامتهم بالقصر الجمهورى الذى تحكى أنها تأثرت للغاية عندما زارته بمصاحبة المسئولين كى تأخذ ما يوجد لهم من مستندات يمكنهم الدفاع بها عن أنفسهم كما أنهم تركوا وراءهم ممتلكات خاصة تقدر بأكثر من 500 مليون دولار أمريكى فى شكل مجوهرات خاصة لها ولعائلتها لم تستردها حتى اليوم.

سوزان فجرت مفاجآت عديدة أهمها أن مبارك أعلن موافقته على التنحى عن الحكم خلال حديثه التليفونى مع الرئيس باراك أوباما يوم 1 فبراير 2011 لكنه طلب مهلة كى يجهز الرحيل دون أن يخبرها بذلك حيث علمت منه شخصيا بعدها تلك القصة.

وحكت أن إسرائيل كان لها خطة تهدف لعزل الأب وتوريث الابن جمال على الفور وأن أمريكا وقفت صامتة عدة أيام حتى يتمكن مبارك من تنفيذ الخطة الإسرائيلية لكنه لم يسعه تحقيق ذلك بسبب تخلى من حوله عنه وضغوط المظاهرات فى الشارع.

فى مذكراتها طلبت أمريكا من مبارك توكيل شيخ الأزهر بالنزول للشارع للحديث مع المتظاهرين بداية من 25 يناير لكن حبيب العادلى لم يوافق لأنه كان لا يحب شيخ الأزهر أصلا - على حد تعبيرها - وتوعد باعتقال شيخ الأزهر إذا ظهر فى الشوارع بين الناس.

فى حين كشفت أن الحاخام الأكبر لإسرائيل عوفاديا يوسف بارك مبارك وصلى لهم فى اتصال هاتفى خاص يوم 27 يناير 2011

وتكشف مذكرات سوزان ثابت أنها وقفت وراء منع الصحفيين الأجانب من الاقتراب من ميدان التحرير وغلق مكاتب الإعلام الأجنبية فى مصر لأنها لعبت ضد أسرتها دورا غير شريف على حد تعبيرها فى المذكرات لكنها تؤكد أنها لم تطلب الاعتداء على أحد من المراسلين وأن رجال الحزب الوطنى هم من وضعوا تنفيذ خطة مهاجمة الإعلام وأشارت إلى أن قرارها منع الإعلام من نقل الصورة الحقيقية نقله زكريا عزمى للحزب الوطنى عنها.

واتهمت سوزان فى المذكرات عددًا من رموز النظام كان بينهم فتحى سرور الذى قالت عنه كان بين الأوائل الذين تخلوا عن النظام وتنكر له وأنها غضبت بشدة من موقف حسام بدراوى ومصطفى الفقى حيث طالبا مبارك بالتنحى بعد ساعات من الثورة وأكدت أنها اعتبرت ذلك التصرف منهما خيانة لمبارك وطلبت من حبيب العادلى اعتقال الاثنين غير أنه طلب مهلة كى يقضى على المظاهرات مع وعده لها بأنه سيعتقلهما بنفسه مع قائمة أخرى من الشخصيات متنوعة الوظائف أعدتها مع طاقم السكرتارية الذى صاحبها مؤكدة أن القائمة كان عليها أكثر من ألفى شخصية مصرية بينهم مثقفون وكتاب وفنانون ورموز صحفية كبيرة.

وتكشف سوزان لأول مرة أن زكريا عزمى عمل منذ يوم 30 يناير على التخلص من عشرات الآلاف من المستندات داخل القصر الجمهورى بأمر مباشر من مبارك وأن قرار البدء فى التخلص من المستندات الهامة كإجراء روتينى كان لابد أن يحدث فى مثل تلك الظروف، وكشفت سوزان أن السياسى الإسرائيلى بنيامين بن إليعازر كان صاحب المشورة على مبارك لأنه كان يعمل كمستشار سرى لمبارك للشئون العالمية منذ عام 2003 وحتى خروجهم من القصر حتى إن مبارك سلمه شيكا عن أتعابه المتأخرة يوم زارهم فى قصرهم بشرم الشيخ فى نهاية فبراير 2011.

كما كشفت أيضا أن يوسف بطرس غالى أحضر لمبارك فى القصر مئات الملفات من وزارة المالية كانت تخص معاملات مالية لأسرتها وأن تلك الملفات أحرقها زكريا عزمى مع الملفات الأخرى التى تخلص منها.

سوزان كشفت أن عزمى تخلص من أرشيف مبارك الشخصى كاملا وأنه فى صباح يوم 4 فبراير 2011 لم يعد هناك ورقة واحدة فى الأرشيف الشخصى لزوجها يمكن لأحد أن يستفيد بها ضدهم وقالت إنها كانت أغلى نصيحة من بن إليعازر لمبارك صاحب فكرة عدم توقيع مبارك على أى مستند بشأن التنحى حيث قصد منذ البداية إفساد التنازل من الناحية القانونية.

وكشفت سوزان فى المذكرات أن يوسف بطرس غالى وزير المالية الهارب ظل معهم حتى صباح يوم 11 فبراير وأن مبارك طلب منه المغادرة فورا لأنه شعر أنه سيكون اليوم الأخير.

وحكت أن مبارك هو من طلب من رجل الأعمال الهارب حسين سالم أن يترك مصر ويسافر فى سرية كاملة فى يوم 25 يناير 2011 لكن سالم بقى بعدها عدة أيام لإنهاء عدد من المواقف القانونية والإجراءات الخاصة به.

المثير أن سوزان مبارك تفجر العديد من المفاجآت منها أن مبارك تعلم شرب الخمر منذ عام 1964 أيام فترة وجوده فى الاتحاد السوفيتى للتعليم والتدريب وأنه كان يشرب هناك بسبب البرودة الشديدة التى لم يعتد عليها وكان ذلك سبب تأثر كبده حاليا حيث يعانى من مشكلات شديدة بالكبد.

وتكشف سوزان أن مبارك أصيب بفيروس لعب الورق من حسين سالم وزكريا عزمى وشقيقها منير ثابت ومجدى راسخ والد هايدى راسخ زوجة ابنه علاء مبارك وأنهم كانوا يلعبون الكونكان العادى والبوكر بلا مقابل لكن زكريا عزمى الذى تتهمه بأنه سبب إفساد حياتها فى السنوات الأخيرة هو من حول اللعب للتسلية إلى مباريات لإسعاد مبارك الذى كان يحصد منهم أموالهم ويسعده ذلك جدا وذكرت أن ذلك كان يحدث فى القصر عقب انصراف الموظفين فى غرفة خاصة أعدت لذلك الغرض.

وتكشف سوزان لأول مرة أنها كانت قوية الشخصية ووقفت بجوار زوجها فى مراحل كثيرة أهمها كان فى نهاية السبعينيات عندما أصيب بمرض البروستاتا الذى عولج منه وحكت أنها كانت تترك لمبارك الهفوات لأنه مضغوط طيلة حياته بالعمل لكنها كانت تعترض فى الأوقات المناسبة خاصة عندما يتهور زكريا عزمى الشخص الوحيد الذى استحوذ على عقل مبارك كما تشهد هى.

وتكشف سوزان أن مبارك كان مسكينا على حد تعبيرها حيث كان أطرش تقريبا لا يسمع وكان يبدل كل عامين فى ألمانيا سماعة أذن داخلية طبية متطورة كانت تساعده على السمع وأن مبارك كان يعيش فى سكون وفراغ بسبب عدم السمع الجيد وأنها كانت ولا تزال بالنسبة إليه مثل الأم حتى إنها كانت تعاقبه عندما يخطئ.
سوزان حكت أنها هى من علم مبارك الصلاة لأنه لم يكن يعرف كيف يصلى وحكت أنه فضحهم خلال أول حج له مع الرئيس السادات عقب حرب أكتوبر وأن مبارك حج 7 مرات حتى الآن وقام بعمل اكثر من 23 عمرة لكنه لا يحفظ الكثير من آيات القرآن الكريم.

كما تكشف أن علاء مبارك وليس جمال كما أشيع كان يساعد والده فى اتخاذ القرارات الصعبة وأن جمال كان يغار من أخيه فى أحيان كثيرة ويعارض أفكاره ويتهمه بأنه لا يفهم فى السياسة مثله وهو أمر كان دائمًا بينهما منذ الطفولة.

وتكشف سوزان لأول مرة أن جمال كان بينه وبين زوجته خديجة الجمال مشاكل دائمة نشبت فى اليوم التالى لزواجهما وكانت تقول لهما إنهما ولدا فوق رءوس بعضهما البعض وأنها عاتبت جمال كثيرا لأنه كان يتحدث ويتصرف مع خديجة مثل الأطفال لأنه كان يحبها ولأنه يعانى من عادة حب التملك منذ صغره وذكرت أنها كانت تخشى عليه ولذلك كانت تبقيه بجانبها طيلة الوقت وهو شعور عادى لدى الأمهات.


سميرة إبراهيم صاحبة «كشف العذرية»




تنظر المحكمة العسكرية غداالاثنين الموافق 13/2/2012  الدعوى القضائية المرفوعة من سميرة إبراهيم الناشطة السياسية ضد ضابط طبيب اتهمته بالكشف عن عذريتها بعد القبض عليها أثناء فض اعتصام 9 مارس الماضي. من المقرر أن تستمع المحكمة لأقوال ضابط الأمن ورئيس النقطة الطبية بناء على طلب الدفاع، بعد أن استمعت لشهادة السجانتين فوزية صبحى حسن، وعبير رشاد عبدالمؤمن واللتين نفتا صحة ادعاء الشاكية سميرة إبراهيم بتوقيع كشف العذرية عليها.

من جهتها قالت سميرة إبراهيم تعليقاً على أقوال الشهود: هذا أمر طبيعى كنت أتوقعه، فمنذ البداية حاولوا تخفيف التهمة من «هتك عرض» لـ«خدش حياء» من أجل تحقيق البراءة والآن يتم نفى التهمة تماماً، وكنت أتوقع ذلك لأنها محكمة عسكرية.

وأضافت سميرة: ربنا يهدى باقى الفتيات اللاتى كن معى فى السجن الحربى وقت كشف العذرية ويحضرن للشهادة معي، وأنتظر شهادتهن لكن لن يتمكن من الحضور للشهادة إلا إذا طلبت المحكمة حضورهن.

الخميس، 12 يناير 2012

محمد على باشا والى مصر < 1805 - 1848 >




  • تعتبر إنجازاته تفوق كل إنجازات الرومان والروم البيزنطيين والمماليك والعثمانيين وذلك لأنه كان طموحا بمصر ومحدثا لها ومحققا لوحدتها الكيانية وجاعلاً المصريين بشتى طوائفهم مشاركين في تحديثها والنهوض بها معتمداً علي الخبراء الفرنسيين ، كما إنه كان واقعياً عندما أرسل البعثات لفرنسا وإستعان بها وبخبراتها التي إكتسبتها من حروب نابليون ،  وهو لم يغلق أبواب مصر بل فتحها علي مصراعيها لكل وافد. وإنفتح على العالم ليجلب خبراته لتطوير مصر ،  ولأول مرة أصبح التعليم منهجيا. فأنشأ المدارس التقنية ليلتحق خريجوها بالجيش. وأوجد زراعات جديدة كالقطن وبني المصانع وإعتنى بالري وشيد القناطر الخيرية على النيل عند فمي فرعي دمياط ورشيد .




  • وعندما استطاع القضاء على المماليك ربط القاهرة بالأقاليم ووضع سياسة تصنيعية وزراعية موسعة. وضبط المعاملات المالية والتجارية والإدارية والزراعية لأول مرة في تاريخ مصر ،  وكان جهاز  الإدارة أيام محمد علي يهتم أولا بالسخرة وتحصيل الأموال الأميرية وتعقب المتهربين من الضرائب وإلحاق العقاب الرادع بهم ، وكانت الأعمال المالية يتولاها الأرمن والصيارفة كانوا من الأقباط والكتبة من الترك وذلك لأن الرسائل كانت بالتركية ، وكان حكام الأقاليم وأعوانهم يحتكرون حق إلتزام الأطيان الزراعية وحقوق إمتيازات وسائل النقل فكانوا يمتلكون مراكب النقل الجماعي في النيل والترع يما فيها المعديات ، وكان حكام الأقاليم يعيشون في قصور ولديهم خدم عبيد وكانوا يتلقون الرشاوي لتعيين المشايخ في البنادر والقرى ،  وكان العبيد الرقيق في قصورهم يعاملون برأفة ورقة ، وكانوا يحررونهم من الرق ،  ومنهم من أمتلك الأبعاديات وتولى مناصب عليا بالدولة ، وكان يطلق عليهم الأغوات المعاتيق ، وكانوا بلا عائلات ينتسبون إليها فكانوا يسمون محمد أغا أو عبد الله أغا وأصبحوا يشكلون مجتمع الصفوة الأرستقراطية ويشاركون فيه الأتراك ، وفي قصورهم وبيوتهم كانوا يقتنون العبيد والأسلحة ومنهم من كانوا حكاماً للأقاليم ، وكانوا مع الأعيان المصريين يتقاسمون معهم المنافع المتبادلة ومعظمهم كانوا عاطلين بلا عمل وكثيرون منهم كانوا يتقاضون معاشات من الدولة أو يحصلون على أموال من أطيان الإلتزام وكانوا يعيشون عيشة مرفهة وسط أغلبية محدودة أو معدومة الدخل .




  • وكان محمد علي ينظر لمصر على أنها من أملاكة ، فلقد أصدر مرسوما لأحد حكام الأقليم جاء فيه "البلاد الحاصل فيها تأخير في دفع ماعليها من البقايا أو الأموال يضبط مشايخها ويرسلون للومان (السجن) والتنبيه على النظار بذلك ، وليكن معلوماً لكم ولهم أن مالي لايضيع منه شيء بل آخذه من عيونهم" .




  • وكان التجار الأجانب ولاسيما اليونانيين والشوام واليهود يحتكرون المحاصيل ويمارسون التجارة بمصر ، ويشاركون الفلاحين في مواشيهم. وكان مشايخ الناحية يعاونونهم على عقد مثل هذه الصفقات وضمان الفلاحين. وكانت عقود المشاركة بين التجار والفلاحين توثق في المحاكم الشرعية. وكان الصيارفة في كل ناحية يعملون لحساب هؤلاء التجار لتأمين حقوقهم لدي الفلاحين، ولهذا كان التجار يضمنون الصيارفة عند تعيينهم لدى السلطات ، ولا سيما في المناطق التي كانوا يتعاملون فيها مع الفلاحين ، وكان التجار يقرضون الفلاحين الأموال قبل جني المحاصيل مقابل إحتكارهم لشراء محاصيلهم ، وكان الفلاحون يسددون ديونهم من هذه المحاصيل ، وكان التجار ليس لهم حق ممارسة التجارة إلا بإذن من الحكومة للحصول على حق هذا الإمتياز لمدة عام ، يسدد عنه الأموال التي تقدرها السلطات وتدفع مقدماً ، لهذا كانت الدولة تحتكر التجارة بشرائها المحاصيل من الفلاجين أو بإعطاء الإمتيازات للتجار ، وكان مشايخ أي ناحبة متعهدين بتوريد الغلال والحبوب كالسمن والزيوت والعسل والزبد  لشون الحكومة لتصديرها أو إمداد القاهره والاسكندرية  بها أو توريدها للجيش المصري ، ولهذا كان الفلاحون سجناء قراهم لايغادرونها أو يسافرون إلا بإذن كتابي من الحكومة ، وكان الفلاحون يهربون من السخرة في مشروعات محمد علي أو من الضرائب المجحفة أو من الجهادية ، وكان من بين الفارين المشايخ بالقري لأنهم كانوا غير قادرين على تسديد مديونية الحكومة . ورغم وعود محمد علي إلا أن الآلاف فروا للقري المجاورة أو لاذوا لدى العربان البدو أو بالمدن الكبرى ، وهذا ماجعل محمد علي يصدر مرسوماً جاء فيه "بأن علي المتسحبين (الفارين أو المتسربين) العودة لقراهم في شهر رمضان 1251 هـ - 1835 وإلا أعدموا بعدها بالصلب كل علي باب داره أو دواره" ، وفي سنة 1845 أصدر ديوان المالية لائحة الأنفار المتسحبين ، هددت فيها مشايخ البلاد بالقري لتهاونهم وأمرت جهات الضبطية بضبطهم ومن يتقاعس عن ضبطهم سيعاقب عقابا جسيما .




  • وتبني محمد علي السياسة التصنيعية لكثير من الصناعات ، فقد أقام مصانع للنسيج ومعاصر الزيوت  ومصانع الحصير ،  وكانت هذه الصناعة منتشرة في القرى إلا أن محمد علي إحتكرها وقضي على هذه الصناعات الصغيرة ضمن سياسة الإحتكار وقتها ، وأصبح العمال يعملون في مصانع الباشا ، لكن الحكومة كانت تشتري غزل الكتان من الأهالي ، وكانت هذه المصانع الجديدة يتولى إدارتها يهود وأقباط وأرمن ، ثم لجأ محمد علي لإعطاء حق امتياز إدارة هذه المصانع للشوام ، لكن كانت المنسوجات تباع في وكالاته ( كالقطاع العام حاليا ) ، وكان الفلاحون يعملون عنوة وبالسخرة في هذه المصانع ، فكانوا يفرون وبقبض عليهم الشرطة ويعيدونهم للمصانع ثانية ، وكانوا يحجزونهم في سجون داخل المصانع حتي لايفروا ، وكانت أجورهم متدنية للغاية وتخصم منها الضرائب ، كما كانت تجند الفتيات ليعملن في هذه المصانع وكن يهربن أيضا .




  • وكانت السياسة العامة لحكومة محمد علي تطبيق سياسة الإحتكار وكان على الفلاحين تقديم محاصيلهم ومصنوعاتهم بالكامل لشون الحكومة بكل ناحية وبالأسعار التي تحددها الحكومة ، وكل شونه كان لها ناظر وصراف و قباني ليزن القطن وكيال ليكيل القمح ، وكانت تنقل هذه المحاصيل لمينائي الإسكندرية وبولاق بالقاهرة ،  وكانت الجمال تحملها من الشون للموردات بالنيل لتحملها المراكب لبولاق حيث كانت تنقل لمخازن الجهادية أو للإسكندرية لتصديرها للخارج ، وكان يترك جزء منها للتجار والمتسببين (البائعين ) بقدر حاجاتهم ، وكانت نظارة الجهادية تحدد حصتها من العدس والفريك والوقود والسمن والزيوت لزوم العساكر في مصر والشام وأفريقيا وكانت توضع بالمخازن بالقلعة ،  وكان مخزنجية الشون الجهادية يرسلون الزيت والسمن في بلاليص والقمح في أجولة .




  • وكان ضمن سياسته لاحتكار الزراعة تحديد نوع زراعة المحاصيل والأقاليم التي تزرعها ، وكان قد جلب زراعة القطن والسمسم ، كما كان يحدد أسعار شراء المحاصيل التي كان ملتزما بها الفلاحون ، وكان التجار ملتزمين أيضا بأسعار بيعها ، ومن كان يخالف التسعيرة يسجن مؤبد أو يعدم ، وكان قد أرسل لحكام الأقاليم أمراً جاء فيه "من الآن فصاعدا من تجاسر علي زيادة الأسعارعليكم حالا تربطوه وترسلوه لنا لأجل مجازاته بالإعدام لعدم تعطيل أسباب عباد الله" ، وكانت الدولة تختم الأقمشة حتي لايقوم آخرون بنسجها سراً ، وكان البصاصون يجوبون الأسواق للتفتيش وضبط المخالفين ، وكان محمد علي يتلاعب في الغلال وكان يصدرها لأوربا لتحقيق دخلاً أعلى ، وكان يخفض كمياتها في مصر والآستانة رغم الحظر الذي فرضه عليه السلطان بعدم خروج الغلال خارج الإمبراطورية .  



  • محمد على باشا والى مصر < 1805 - 1848 >


    وقد حارب الحجازيين والنجديين  وضم الحجاز ونجد  لحكمه سنة 1818 ،  وإتجه لمحاربة السودانيين  عام 1820  والقضاء علي فلول المماليك فى النوبة ،  كما ساعد السلطان العثمانى في القضاء على الثورة في اليونان فيما يعرف بحرب المورة ،  إلا ان وقوف الدول الاوروبية إلى جانب الثوار في اليونان  أدى إلى تحطم الأسطول المصرى ، فعقد اتفاقية لوقف القتال مما أغضب السلطان العثمانى ، وكان قد إنصاع لأمر السلطان العثمانى ودخل هذه الحرب أملا في أن يعطيه السلطان العثمانى بلاد الشام  مكافأة له إلا أن السلطان العثمانى  خيب آماله بإعطاءه جزيرة كريت والتى رآها تعويضاً ضئيلاً بالنسبة لخسارته في حرب المورة ،  ذلك بالاضافة الي بعد الجزيرة عن مركز حكمه في مصر وميل أهلها الدائم للثورة ، وقد عرض على السلطان العثمانى  إعطاءه حكم الشام مقابل دفعه لمبلغ من المال إلا أن السلطان رفض لمعرفته بطموحاته وخطورته على حكمه ، وإستغل ظاهرة فرار الفلاحين المصريين الى الشام  هرباً من الضرائب و طلب من احمد باشا الجزار والى عكا  إعادة الهاربين إليه و حين رفض والي عكا  إعادتهم بأعتبارهم رعايا للدولة العثمانية  ومن حقهم الذهاب إلى أى مكان استغل ذلك وقام بمهاجمة عكا  وتمكن من فتحها وإستولى علي الشام  وانتصر علي العثمانيين  عام 1833  وكاد أن يستولي على الاستانة  العاصمة إلا ان روسيا وفرنسا وبريطانيا  حموا السلطان العثمانى فانسحب عنوة ولم يبقى معه سوي سوريا وجزيرة كريت ،  وفي سنة 1839  حارب السلطان لكنهم أجبروه علي التراجع في مؤتمر لندن  عام 1840 بعد تحطيم إسطوله في نفارين  وفرضوا عليه تحديد أعداد الجيش والإقتصار علي حكم مصر لتكون حكماً ذاتياً يتولاه من بعده أكبر أولاده سنا .  

    
    محمد على يستعرض جيشه



    • تمكن من أن يبني من مصر  دولة عصرية على النسق الاوروبى ، واستعان في مشروعاته الاقتصادية والعلمية بخبراء اوروبيين  ومنهم بصفة خاصة السان سيمونيون الفرنسيون الذين أمضوا في مصر بضع سنوات في الثلاثينات من القرن التاسع عشر ،  وكانوا يدعون إلى إقامة مجتمع نموذجي على أساس الصناعة المعتمدة على العلم الحديث ، وكانت أهم دعائم دولة محمد علي العصرية سياسته التعليمية والتثقيفية الحديثة ، فقد آمن بأنه لن يستطيع أن ينشئ قوة عسكرية على الطراز الاوروبى المتقدم ويزودها بكل التقنيات العصرية وأن يقيم إدارة فعالة واقتصاد مزدهر يدعمها ويحميها إلا بإيجاد تعليم عصري يحل محل التعليم التقليدي ، وهذا التعليم العصري يجب أن يقتبس من اوروبا ،  وبالفعل فإنه قام منذ 1809 بإرسال بعثات تعليمية إلى عدة مدن ايطالية  ليفورنو ، ميلانو ، فلورنسا ، روما ، وذلك لدراسة العلوم العسكرية وطرق بناء السفن والطباعة ، وأتبعها ببعثات لفرنسا  وكان أشهرها بعثة 1826  التي تميز فيها إمامها المفكر والأديب رفاعه رافع الطهطاوى الذي كان له دوره الكبير في مسيرة الحياة الفكرية والتعليمية فى مصر .
    • وكانت اسرة محمد على باشا  بانفتاحها وتنورها سبب هام لإزدهار مصر وريادتها للعالم العربى  منذ ذلك الوقت وقد أنهت تحكم المماليك الشراكسه لمصر واقتصادها .  
    

    الثلاثاء، 10 يناير 2012

    محمد على باشا والى مصر < 1805 : 1848 >



  • ولد في مدينة قولة الساحلية في جنوب مقدونيا عام  1769 لعائلة البانية ،  وكان أبوه  إبراهيم أغا رئيس الحرس المنوط بخفارة الطويف في البلدة وكان له سبعة عشر ولداً لم يعش منهم سوى محمد علي الذي مات عنه أبوه وهو صغير السن، ثم لم تلبث أمه أن ماتت فصار يتيم الأبوين وهو في الرابعة عشرة من عمره فكفله عمه طوسون الذي مات أيضاً فكفله الشوربجي صديق والده الذي أدرجه في سلك الجندية فأبدى شجاعة وبسالة وحسن نظير وتصرف، فقربه الحاكم وزوجه من أمينة هانم وهي امرأة غنية وجميلة كانت بمثابة طالع السعد عليه، وأنجبت له ابراهيم وطوسون وإسماعيل (وهي أسماء أبوه وعمه وراعيه) وأنجبت له أيضاً بنتين . 

  • وحين قررت الدولة العثمانية  إرسال جيش إلى مصر لانتزاعها من أيدي الفرنسيين كان هو نائب رئيس الكتيبة الالبانية والتي كان قوامها ثلاثمائة جندي، وكان رئيس الكتيبة هو ابن حاكم قولة الذي لم يكد يصل إلى مصر حتي قرر أن يعود إلى بلده فأصبح هو قائد الكتيبة .

  • وظل في مصر  يترقى في مواقعه العسكرية ، وظل يواصل خططه للتخلص من خصومه إلى أن تخلص من خورشيد باشا  وأوقع بالمماليك حتى خلا له كرسي الحكم بفضل الدعم الشعبي الذي قاده عمر مكرم .
    بعد أن إختاره المصريون ليكون والياً على مصر في 17 مايو سنة 1805  قضى علي المماليك في مذبحة القلعة  الشهيرة وكانوا يكونون مراكز قوى ومصدر قلاقل سياسية مما جعل البلد في فوضي. كما قضى علي الانجليز في معركة رشيد  وأصبحت مصر تتسم بالإستقرار السياسي لأول مرة تحت ظلال الخلافة العثماني ، وقد بدأ بتكوين أول جيش نظامي في مصر الحديثة ، وكان بداية للعسكرية المصرية  أول مدرسة حربية في اسوان في جنوب مصر بعيد عن الانظار ، ومما ساعده في تكوين هذا الجيش أن أشرف عليه الخبراء الفرنسيين  بعد ما حل الجيش الفرنسى  في أعقاب هزيمة نابليون في واترلو بروسيا .